إخوتي وأخواتي أبناء وبنات الشبيبة الأعزاء،
ها قد وصلنا لقمة هذا العام وهو عيد يسوع الملك الشاب، قمة ننهي فيها مسيرة عام برفقة القديس بولس، لنبدأ عامًا آخر برفقة أمنا مريم العذراء، سيدة الشبيبة. كان هذا العام استثنائيًا؛ فهو العام الذي فيه عاهدنا أنفسنا بأننا لسنا أبناء للفشل أو اليأس، بل أبناء القيامة والأمل. وقد اتخذنا من ال “انهض واشهد” أسلوبًا ومنهجًا لنحيا فيه مسيرتنا، فسرنا على خطوات دعوة القديس بولس كالتالي:
من أنت؟ سؤال تطرحه أنت أو غيرك عليك كل يوم، إن كل ما اختبرته في حياتك وماضيك قد أوصلك لما هو أنت عليه اليوم، منه الإيجابي وغيره السلبي، منه نقاط قوتك، وغيره نقاط ضعف، منه ما تفتخر به، وغير تخجل منه. أمام هذا كله ستسمع يسوع يدعوك باسمك مرتين؛ حتى تدرك بأنك أنت المدعو! نعم، يسوع يدعوك باسمك مكررًا ومصمّمًا عليك لأن تسمع صوته، إنك أنت في قلب الله؛ الله يحبك، الله يدعوك، الله لن يتخلّى عنك أبدًا.
أمام هذه الدعوة، لا بد أن تطرح عليه هذا السؤال: من أنت يا رب؟ إن هذه السؤال يفتح أمامك أبوابًا كثيرة من معرفة عظمة وحب الله لك.إن هذا السؤال سيحملك لأن تكتشف الله بأسلوب يختلف عما كنت تراه في طفولتك، فالله أعمق جدًا مما تظن، هو الكمال والجمال والروعة والطيبة، هو العطاء والفرح والحقيقة، هو كل ما تحلم بأن تكونه. هذا السؤال ذاته يدفعك لأن ترى نفسك فيه؛ ألم يخلقك على صورته ومثاله؟ فمن أنت؟ أنت ابنه، ابن الملك.
من هنا سيجيبك يسوع بجواب ما، قد يكون مماثلًا لما قاله للقديس بولس الذي كان في ذاك الوقت مضطهدًا للمسيحين. “أنا يسوع الذي أنت تضطهده”، وأنت؟ ماذا تفعل الآن في علاقتك معه؟ أمام هذا الجواب كان لا بد للقديس بولس أن يقف أمام ذاته، أن يدرك بأنه لا بد من أخذ موقف تجاه نفسه، موقف يحتاج للتغيير الكبير، موقف لأن يرى نيران حب الله له بالرغم من قراراته الخاطئة، موقف لأن يعترف بضعفه وخطيئته، وأيضًا ليرى بأن مع الله هناك دائمًا ما هو جديد وجميل. وهذا ما اختاره القديس بولس، اختار عيش مغامرة التغيير والتجديد، مغامرة العيش في حب الله. مغامرة عيش الملوكية مع الله. لقد نهض وانطلق شاهدًا ليسوع الملك بكل ما أوتي من نعمة وقوة وفرح.
وأنت اليوم، لا تتردد بأن تضع ثقتك بالذي دعاك، أنه هو من يسندك لأن تنهض، وهو من سيرافقك في مسيرة الشهادة، إن هذه المسيرة قادتها مريم العذراء، لقد قامت ومضت مسرعة للخدمة، دون تردد أو خوف، بل بكل فرح وهمة وحماس، إنها الشابة المنطلقة نحو الآخر، إنها الممتلئة فرحًا ونعمة.
فلنبدأ اليوم مسيرة جديدة وعامًا جديدًا ونحن “ممتلئين فرحًا” “بالذي أحبنا وجاد بنفسه من أجلنا”، لننطلق نحو الآخر، نحو شبيبتنا ورعيتنا ومجتمعنا، لنجعل شهادتنا مرئية لكل من يلتقي بنا. لنبدأ عامًا نكون فيه شبانًا وشابات يؤمنون بمسيحهم الملك، يؤمنون بشبيبتهم، يؤمنون بأنهم يحيون الملوكية في كل مكان وزمان. لنكن شبّانًاوشابات فرحين، مغامرين، حالمين وقديسين.
عاش المسيح ملكًا
كل عام وأنتم بألف خير.