كلمة الأمين العام أسامة شطارة خلال احتفال ال 35 عام على تأسيس الأمانة العامة للشبيبة

غبطة البطريرك بيير باتيستا بيتسابالا جزيل الوقار،
سيادة المطران جمال دعيبس جزيل الوقار،
الآباء الكهنة، الإخوة الشمامسة، الأخوات الراهبات،
أعضاء الأمانة السابقين، مجالس الشبيبة، أيها الحفل الكريم مع حفظ الألقاب..

تحيّة وبعد،

خمس وثلاثون عامًا مرّت على تأسيس الأمانة العامة للشبيبة المسيحيّة في الأردن، أُسِّست لتكون بيت الشبيبة والمظلة التي تجمع فرقها من 9 محافظات أردنية… هي البيت الذي جمع وما زال طاقات أبناء الشبيبة ليخدموا بها؛ فهي بُنيت منهم وبُنيت لهم… ومن دونهم لا مبرر لها… في الأمانة العامة، يخرج الشباب من نطاق عملهم في فرقهم ليخدموا على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية التي نحتفل هذه الأيام بعيد استقلالها السادس والسبعين،وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا أتقدم باسم شبيبة الأردن بأحر التهاني القلبية للأسرة الأردنية الواحدة وندعو الله أن ينعم على وطننا الحبيب بموصول الأمن والسلام والرخاء بظل القيادة الهاشمية العزيزة.

أرى أمامي ما لا يقل عن 9 أمناء عامين سابقين رفقة زملائهم في الأمانات السابقة حفروا في الصخر وبنوا أساسات ما نراه اليوم، ومنهم ما يزال يخدم حتى الآن وإلى سنوات طويلة؛ فهذه الخصلة متأصلة في كل أبناء الشبيبة.. فلهم منا كل المحبة والتقدير والاحترام… إن تتابع الأجيال في الأمانة العامة مصدر فخر للكنيسة.. كنيستنا كانت وما زالت ولاّدة… تنبض بالحياة… ننمو فيها منذ الصغر وتمنحنا الأسرار، فنكبر فيها ونعيش كشباب مراحلنا العمرية المختلفة في حضنها… فشكراً أيتها الأم التي تجمع ولا تفرق… شكراً لبطريركيتنا… شكراً سيدنا بييرباتيستا واسمح لي أن أتقدم إليك باسم شبيبة الأردن بالتهنئة والتبريك بمناسبة منحك وسام الملك عبدالله الثاني بن الحسين للتميز من الدرجة الأولى خلال احتفال الأردن الرسمي بعيد الاستقلال … ألف مبروك..

 

ينظر الشباب للكنيسة على أنها الأم والمعلّم.. الأم التي تسهر على احتياجات أبنائها وتحتضنهم بكل اختلافاتهم والمعلّم الذي يُربّي ويقوّم ويعلن البشارة حتى في عالم مضطرب… حتى في عالم كورونا وما بعد كورونا… بطمنكم،شبابنا موجودين، شبابنا موجودين،لكن علينا أن ندرك اختلاف اهتماماتهم واحتياجاتهم وتأثير البيئة الخارجية عليهم، وحتى أن ندرك اختلاف طريقة التعبير عن إيمانهم وطرق تلقيهم للمعلومات… الجوهر والهدف والمحتوى واحد لايتغير، ولكن الأسلوب والطريقة والأدوات التي نستخدمها تغيّرت، ويجب أن تواصل تغيّرها بزخم أكبر وابتكار أكثر… شبابنا موجودين وما دام كنايسنا فيها شباب فكنايسنا بخير.. ننظر بمزيد من الفخر لأن شبيبتنا تحتاج المكرّس معها يرافقها روحياً…هذه هي طبيعتنا وهذه مبادئنا التيلا تتغير والتي تعطينا نكهة خاصة وتنعكس على هوية ابن وبنت الشبيبة…

 

 

 

مسؤولي فرق الشبيبة المتواجدين معنا اليوم بمختلف مسؤولياتهم، أنتم ذراع الكنيسة إلى الشباب… أنتم الذين تعيشون رفقة أبنائنا أجمل السنين وأصعب المواقف وتواجهون أكبر الضغوط والمشاكل والتحديات بشكل يومي.. لا أستطيع أن أنسى كل المسؤولين الذين تعاقبوا على شبيبتي في ناعور وفضلهم الكبير علينا.. وأنتم كذلك مسؤولينا.. تأكدوا تمامًا أنكم أبطال في ميدان الشبيبة؛ تزرعون اليوم وتحصدون غداً…أنتم أو من يليكم.. لكم تحية حب وتقدير على جهودكم المبذولة واهتمامكم بابنائنا وبناتنا بعطاء مجاني بالكامل… لا نستطيع أن نعمل بدونكم .. لا تستطيع الرسومات والتصاميم أن تعمل لوحدها دون من يمتلك القدرة لتحقيقها على أرض الواقع .. ولا يستطيع كذلك البناؤون تأدية عملهم بفعالية دون تصميم وخطة وسياسة واضحة … عملنا المشترك ليسموضوع تعبير وليس شعار .. بل نهج وروحانية الفريق الواحد الذي يعمل من أجل خلاص نفوس الشبيبة.

 

 

لفتتني معلومة مهمة في أرشيف الأمانة تقول بأن التفكير بوضع نظام داخلي للأمانة العامة بدأ عام 1993 من قبل لجنة سميت آنذاك لجنة التفكير، وأبصر هذا النظام عام 2012 … عمل جبار من أماناتنا السابقة… واليوم نطلق النظام الداخلي المعدّل للأمانة العامة للشبيبة المسيحية وفرق الشبيبة التابعة لها.. وهو جهد بدأ العمل عليه عام 2019 ومر بكل القنوات والطرق للتأكد من فعاليته وأخذ التغذية الراجعة عليه.. نراه يبصر النور اليوم .. نريد بالفعل لشبيبتنا الاستمرارية وأن تظل تعمل بشكل مؤسسي كما هي كنيستنا منظمة بكل تفاصيلها .. تنبع بالروحانية وتنطلق دائماً وأبداً من يسوع المسيح وليسوع المسيح .. ومنظمة بحيث تعيش الجماعة أو كما أحب أن أسميها “عيلة الشبيبة”تعيش حياة مسيحية منظمة يحرص النظام على مأسستها وأن يجعلها ثابتة حتى في نموها.. سنقوم بحملة إعلامية في الأيام القادمة إضافة إلى عدة جولات لشرح المستجدات التي أتت بناءً على قراءة الواقع ويراعي أيضاً خصوصية فرق الشبيبة ويبقي أيضًا مرن حيث يجب… وهنا لا أبد أن اشكر بشكل خاص سيادة المطران جمال دعيبس على محبته أولاً ولكن أيضاً اهتمامه بأدق التفاصيل خلال مراجعة النظام الداخلي طوال الفترة الماضية رغم انشغالاته الكثيرة.

 

كل عام وأنتم بألف خير، كل عام والأمانة العامة للشبيبة المسيحية بألف خير وعقبال اليوبيل الذهبي بنعمة الله.

Facebook
Twitter
WhatsApp
Email