غبطة البطريرك بيير باتيستا بيتسابالا جزيل الوقار،
سيادة المطران جمال دعيبس جزيل الوقار،
الآباء الكهنة، الإخوة الشمامسة، الأخوات الراهبات،
أعضاء الأمانة السابقين، مجالس الشبيبة، أيها الحفل الكريم مع حفظ الألقاب..
أحييكم تحية سيدنا يسوع المسيح الملك، تحية “الشاب الأجمل في العالم” كما وصفه البابا فرنسيس، تحية مليئة بفرح القائم من بين الأموات، والذي منه أتوجه بتحية وشكر وتقدير لشبان وشابات، على مدار 35 عامًا، قدموا الكثير والكثير، شبان وشابات انطلقوا من علاقتهم الشخصية مع يسوع الملك، ولم يبخلوا بوقتهم ولا جهدهم، بل استثمروا نعم الله وعطاياه لهم، ليضعوها بخدمة الكنيسة وأبناءها في حركة الشبيبة، أعضاء الأمانة للشبيبة المسيحية في الأردن، والذين منهم من سبقونا للديار السماوية، منهم من هم حاضرون اليوم معنا، ومنهم من لم يستطيعوا الحضور،شكرًا جزيلا لكم لأنكم وثقتم بكنيستكم وبشبيبتكم.
على مدار هذه الأعوام، واجهت شبيبتنا تحديات كثيرة، ظن البعض فيها (ومنهم وللأسف من يزال لغاية اليوم) بأن حركة الشبيبة في تراجع أو تدهور، تحديات داخلية قيل فيها بأنها مملة، ضعيفة، محصورة داخل جدران الكنيسة، قليلة العدد، غير منتجة والخ.. وتحديات خارجية أذكر آخرها تحدي الكورونا.. اليوم، وكما كنا دائما، ها نحن نثبت بأننا أحياء، فالذي ينطلق من يسوع الملك القائم، لا يمكنه أبدًا أن يموت! إننا لا نخجل بأن نكون المصليين، بل هذا فخر لنا. لا نخجل بضعفنا ولا نقائصنا، لأننا عالمين بأن في الضعف تكمل قدرة الله. إننا أبناء الشبيبة ننبع ونحيا انطلاقًا من يسوع الملك الشاب، نعيش إيماننا ممتلئين فرحًا، نتغذى من كلمة الله والأسرار المقدسة، فنحيا علاقتنا الشخصية العميقة مع الله، لينعكس ذلك على حياتنا اليومية، داخل الكنيسة، في رعيتنا ومجتمعنا. هذه روحانيتنا وهذا فخرنا.
ومن ناحية أخرى فاليوم، وبشعارنا لهذا العام، ها نحن من جديد ننهض بنعمة القائم،من هذه التحديات وغيرها، لنشهد بأن المسيح قام ونحن قمنا معه، هذه المسيرة التي كانت وما زالت مستمرة بالعطاء لغاية واحدة، أن نحيا لخلاص أنفسنا ومن نخدمهم، إن الشبيبة حركة علمانية تحت مظلة الكنيسة، هذا أمر لن نتخلّى عنه، إذ أن في الكنيسة نرى أملنا ونثبت خطواتنا، برئاستها ومرشديها ومرشداتها الذين رافقونا طوال هذه الأعوام، والذين لغاية اليوم ما زالوا يرافقوننا، ويرشدوننا لنسير على خطى ثابتة نحو الله، فعلينا ألّا نكون جزءًا من هذه التحديات، بل سببًا في تخطيها، لكم كل الشكر والتقدير، ومعكم سنكمل المسير.
إن أسلوب ومنهجية عملنا تقوم على: انظر، احكم، اعمل.. وبناء عليه باحتفالنا اليوم سترون نتائج قراءتنا لماضي وحاضر الشبيبة في الأردن، سترون أيضًا حكمنا عليه وخطتنا الاستراتيجية للأعوام القادمة، ولكن حتى يتم العمل عليها لا بد لنا جميعًا، كل واحد منا بموقعه، أن نتكاتف سوية، مؤمنين وواثقين برسالتنا، الشبيبة اليوم منطلقة بقوة لحضور فعّال داخل الكنيسة وفي أردننا الحبيب. ولذا فجانب أساسي في خطتنا الاستراتيجيبة يقوم على بناء شبيبتنا انطلاقًا من دراستنا للحاجات التدريبية، الإيمانية والشخصية والقيادية والمهاراتية والإدارية وغيرها.. والتي بدأنا في تطبيقها بقوة منذ بداية العام.فبصمة الشبيبة كانت وما زالت وستبقى واضحة المعالم في كنيستنا، وأيضًا في أردننا الغالي، والذي بدخولنا بالمئوية الثانية، وباستقلالنا السادس والسبعين، فإننا نتقدم من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ومن العائلة الهاشمية والأسرة الأردنية جمعاء بالتهاني والتبريكات سائلين الله تعالى أن يحفظ أردننا دائما ليكون واحة أمن وسلام للجميع. فرؤية الأمانة العامة تقوم على بناء جيل فعّال له بصمته المؤثرة في الكنيسة والمجتمع والوطن.
وفي النهاية، أشكركم جميعًا لحضوركم واحتفالكم معنا، كل واحد منكم بشخصه الكريم، لكم منا كل الحب والتقدير، ذاكرين أننا في كثرتنا ما نحن إلا جسد واحد، وكل ما لنا من قول أو فعل، فهو باسم الرب يسوع، شاكرين فيه الله الآب، فلنفرح ولنبتهج بإلهنا، الذي ، كل شيء، منه وبه وإليه، له المجد أبد الدهور آمين.