الأم شريكة في الخلق

بقلم ابراهيم مسلّم

 

كُلّكنَّ مَدعُوّاتٌ لِلأُمومَةِ

مِنكُنَّ مَنْ دَعاها اللهُ لِبِناءِ كَنيسَةٍ صَغيرَةٍ وَعائِلَةٍ مُقَدّسةٍ جَديدَةٍ، لِكَي تُساعِدي اللهَ في الخَلْقِ، وَأَيضاً في بِناءِ المَلكوتِ الأَرضيّ، بِتَربِيَةِ أَبناءا لِتَحقيقِ مَشيئَةِ القديرِ في حَياتِهِم كَما فَعَلتي أَنتِ.

وَمِنكُنَّ مَنْ اختارَت أَنْ لا يُختَصَرَ حُبُّها وَأُمومَتُها لابنٍ أو اثنينِ أو عَشرة، بَلْ أَنْ تَنشُرَ حُبَّ اللهِ لِكُلِّ شابٍ وَصَبيَّةٍ وَلِكُلِّ شَخصٍ، مَهْما كانَ عُمرُهُ.

لِأَنَّكِ الأُم كَما نُناديكي في الإيطاليِّةِ “Madre”.

وَلِأنَّكِ الأُخت كَما في الفَرَنسيِّة “Ma soeur”.

كُلّكنَّ مَدعوّاتُ لِلخَلْقِ

يَقولونَ أَنَّ العاطِفَةَ هيَ سَبَبُ ضُعفِ المرأَةِ، لَكِنْ نَنسى أَنَّهُ لَولا العاطِفَةِ لَفَقَدْنا ما لا نَسْتَطيعُ العَيشَ بِدونِهِ، لَولا العاطِفَةِ لَما وُجِدنا في هذا العالَمِ، فَكًلُّنا نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ خَلَقَنا لِأَنَّهُ “يُحِبُّنا” فَأَوَلَيسَ الحُبُّ عاطِفَةٌ؟

خَلَقَ اللهُ بِكِ عاطِفَةً إِلهيِّةً لكَيّ تَشتَرِكي مَعَهُ في الخَلْق.

فَأَنتِ، تُعطي بِلا انتِظارٍ، وَتَسهرَي بِلا مُقابِل، وُتُحبّي بِلا انقِطاع.

فَكُلُّ عامٍ لِكُلِّ أُمٍّ سَواءَ أَنجَبَتْ أَبناءً بِالجَسَدِ أَو في الرّوح.

فَكُلُّ عامٍ وَراهِباتُنا وَأُمَّهاتُنا، وَبناتُ الشَّبيبَةِ الذينَ يَعيشونَ الأُموَمةَ في بُيوتِهِم، بِأَلفِ أَلفِ خَيرٍ.

وَلِكًلِّ مَنْ فَقَدَ “الأُمَّ”، لا شَيءَ يُعَزِّي أَكثَرَ مِنْ أَنْ نَتَذَكَرَ وَعْدَ اللهِ بِأَنَّهُ هوَ سَوفَ يَكونُ الأُمَّ التي تَتَحَنَّنُ وَتُعَزِّي أَولادَهَا،

“كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ كَذلِكَ أَنَا أُعَزِّيكُمْ ” اشعياء ٦٦: ١٣

وَنَطّلُبُ الرَّحمَةَ لِروحِهِمْ، بِشفاعَةِ أمّي مَريَمَ العَذراءَ “والِدَةِ الإِلَهِ وَوالِدَتَنا”.

Facebook
Twitter
WhatsApp
Email