انطلاقًا من اهتمام الأمانة العامّة للشبيبة المسيحيّة – لجنة الثانوي، بمرافقة شبابنا في هذه المرحلة الحسّاسة من حياتهم، حيث تبدأ ملامح المستقبل بالظهور وتتشكّل الهويّة في وسط عالم مليء بالتقلّبات، أقيم المخيّم السنوي بعنوان “LEVEL UP”، وذلك في مركز سيّدة السلام – طريق المطار، من ٢٨ إلى ٣١ آب.
جاء مخيّم هذا العام مُستَلهَمًا من عالم التحدّيات والمسابقات، ليعكس عبر البرنامج مسيرة الحياة التي يخوضها شباب فئة الثانوي. فكما أنّ الوصول إلى أيّ هدف يقتضي مواجهة صعوبات قد تعيق التقدّم أحيانًا، كذلك هي الحياة التي تضع أمامهم اختبارات متنوّعة، تحتاج إلى إيمان راسخ ووعي ناضج وعزيمة ثابتة لتجاوزها.
تنوّع برنامج المخيم بين الجوانب الروحيّة والاجتماعيّة، فحمل في طيّاته محاضرات فتحت أمام المشاركين آفاقًا للتفكير العميق والتأمل. ففي البُعد الروحيّ جرى التوقّف عند قضايا جوهريّة تمسّ إيمانهم وعلاقتهم بالله، مثل معنى وجوده في حياتهم مع الأب وجدي سهاونة، سرّ الثالوث الأقدس مع إبراهيم مسلّم، وكيفية ممارسة التعاليم الدينيّة مع الأخت هنادي جوري. أما في البُعد الاجتماعيّ، فقد طُرحت مواضيع قريبة من واقع الشباب وتساؤلاتهم اليوميّة، كقضية الحريّة والشجاعة في التعبير مع رامي أبو صليح، ومعنى العائلة وما يرافقه أحيانًا من فقدان مع مركز إثراء، وصولًا إلى التحديات الأخلاقيّة والفكريّة التي يفرضها المجتمع المعاصر مع فراس طاشمان. كما وتخلّل البرنامج ورشة في الكتاب المقدس، ربطت بين خبراتهم الحياتيّة وقصص مشابهة وردت في النصوص المقدّسة، لتكون مصدر إلهام وقوّة في مواجهة مواقف الحياة المختلفة.
وتخلّل البرنامج مشاهد مسرحية متتابعة، حملت من خلالها رسائل عميقة، أبرزت كيف تكشف المواقف اليوميّة عن طريقة تفكير الإنسان ونظرته للآخر، ودعت المشاركين للتأمّل في تفاصيل الحياة من منظور أعمق يتجاوز السطحيّة المعتادة.
لقد كان المخيّم فرصة غنيّة جمعت بين التعمّق في الإيمان المسيحي، والانخراط في الحياة الاجتماعيّة، والاستعداد لمواجهة سهام الشك والتشويش في هذا الزمن، حاملين تُرسَ الإيمان بثقة وعزم، ثابتين وواعين وأكثر استعدادًا للمراحل القادمة من حياتهم.
تقرير: راية حجازين.
تصوير: لجنة الإعلام 2025