تحية ملؤها الفخر والفرح،
تهدف الأمانة العامة للشبيبة المسيحيّة دائمًا على أن تضيء على تميّز ابن الشبيبة أينما وُجِد، وهذا ليس مدحًا في النفس، لكنه قراءةٌ للواقع ووصفٌ للحقيقة وهذا ما نراه جليَّا اليوم أمام عيوننا فيكم أنتم.
ولهذا تقف الأمانة اليوم وللسنة الرابعة على التوالي لتعلن فخرها واعتزازها بأبناءها، أبناء شبيبة الأردن، وخاصةً بمن تجاوزوا امتحانات الثانوية العامة بنجاح وتفوّق.
كلُّ واحدٍ منكم قد اختبر مغامرةً خاصة، مليئةً بالتحديات، التي قد تكون إحداها أو أوّلُها “بدك ترفع راسنا يابا”، أعرف جيّدًا أنَّ توقعات الأهل وأمانيهم دائمًا ما تُشكّل عبئًا إضافيًّا علينا، لكنه المُحَرِّك الأول أيضًا، كلكم يتذكر الآن مواقف صعبة وليالٍ عصيبة قد تكون مليئة بالتوتر والدموع، لكنني أقف اليوم لأحيّيكم مفتخرًا بكم، لأنكم تجاوزتم هذا كلَّهُ، وهذا الإنجاز لا يأتي بالصدفة بل بتعبٍ وسهرٍ والتزامٍ، اليوم تقفون وتذكرون كل تعبٍ وموقفٍ سيء كذكريات مفرحة مصحوبة بابتسامة، لأنكم قد تخطيتموها بنجاح، لذا افتخروا بأنفسكم فإنكم تستحقون الافتخار.
إعلموا أنكملم تصلوا لنهاية الطريق بعد بل اليوم تخطون الخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم، كونوا إيجابيين وفي نفس الوقت واقعيين في نظرتكم للحياة، لذا لا تكفّوا عن التطوّر والنموّ، عالم اليوم يتطور سريعًا فإما أن يُسرق منكم المستقبل وإما أن تبقوا يقظين وتسعَون دائمًا لأن تبنوا أنفسكم بالعلم والتعلم، كونوا مستعدين لقبول واكتشاف مغامراتٍ جديدة، لتقودكم لإنجازاتٍ أكبر وأعظم.
سيتعيّن عليكم مواجهةَ العالم بما فيه من عادات ومبادئ قد تُخالف مبادئنا وإيماننا، عليكم أن تتعلموا كيف تنخرطون في المجتمع دون أن تذوبوا فيه، أن تكونوا فاعلين وفعَّالين مع جميع أطياف الوطن ترفعون من قيمة وطنكم دون أن تفقدوا هويتكم،تأكدوا أنه لكي تضعوا بصمتكم كشباب أولًا وكأبناء للشبيبة والكنيسة، عليكم أن تحافظوا على هويتكم الخاصة بالالتزام بمبادئكم وإيمانكم فبهذا تَحْيَون القداسة فيكون لكم أثرٌ حقيقيّ في كل من تُقابلونه. لا تنسوا أن تعيشوا حياة الامتنان، اشكروا في كلِّ شيء، قدِّموا أنفسكم لخدمة شبيبتكم وكنيستكم ومجتمعكم.
وأخيرًا أوَدّ أن أشكر عائلاتكم أولًا ومعلميكم، مسؤوليكم في الشبيبةالذين لا أشك بأنهم لم يتوانوا عن تقديم الدعم لكم في هذه الرحلة، فوجود داعم قوي من حولكم هو عاملٌ مهم في تحقيق ما وصلتم له.
– احلموا، وغامروا من أجل حلمكم، لا تتنازلوا عن أن تعيشوا القداسة في طريقكم نحو تحقيق أحلامكم فتَحْيَون دائمًا ممتلئين فرحًا.
