عودة عميــقة إلى الجذور، تجدّد إيمـــان، وثبـــات لا يتزعزع في وجه تحدّيات الحياة …
انطلقت فعاليّات مخيّم فئة العاملة الذي أقامته الأمانة العامّة للشبيبة المسيحيّـة في الأردن، في مركز سيّدة السلام – طريق المطار، خلال الفترة من 17 إلى 19 تمّوز 2025، بمشاركة شبّان وشابّات من مختلف رعايا المملكة، إلى جانب حضور ممثِّلين من شبيبة سوريا وشبيبة فلسطين، وسط أجواء اتّسمت بالتجدُّد الروحيّ والتفاعل الحيّ. حمل المخيّـم لهذا العام عنوان “سنعود بعد قليل”، حيث ارتكز على العودة إلى الجذور واستحضار القيم الأصيلة، بهدف إنعاش المعرفة الروحيّـة العميقة لدى المشاركين، واستعادة الطفولة الروحيّـة من أجل الانطلاق مجدّدًا بتُرس إيمان قويّ وثابت.
في اليوم الأوّل، افتُتِح المخيّم بلقاء تعارفي تفاعلي ركّز على توطيد الألفة بين المشاركين. تلاه لقاء مع المرشد الروحي السابق الأب مروان حسـان، الذي قدّم ورشة حول أساسيات الكتاب المقدّس وسبل الدفاع عنه، فتعلّم المشاركون كيفيّـة الردّ على التساؤلات والتحدّيات المرتبطة بالإيمان والكتاب. بعد ذلك، شارك الجميع في القدّاس الإلهي الذي ترأسه الأب وجدي الطوال – المرشد الروحي العام، بمشاركة المرشد الروحي لشبيبة سوريا الأب فادي نجار. واختتم اليوم بسهرة ترفيهيّة تفاعليّة أبرزت القيم والمواقف المسيحيّة في مواجهة تحدّيات الحياة اليومية.
أمّا اليوم الثاني، فشهد أنشطة متنوّعة، أبرزها رحلة خارجيّة (Off Road) حافلة بالمغامرة والمرح، عزّزت روح الفريق والمبادرة. كما شارك المشاركون في دورة تدريبيّة قدّمها مركز Better Business بعنوان “Leading without authority”، الذي فتحت أمامهم آفاق التفكير بمعنى القيادة وكيفيّة قيادة الفريق دون سلطة مباشرة. ثمّ ألقى الأب عبدالله دبابنة، مسؤول الدعوات في البطريركية، فقرة روحيّة حول الثالوث الأقدس، قدّم فيها إجابات دفاعيّة عن التساؤلات الإيمانيّة، ملهمًا المشاركين لتعزيز ثباتهم أمام التحدّيات.
وفي اليوم الثالث، خُصِّص الوقت للتأمّل والتوبة في حديقة المطران، حيث نال المشاركون فرصة للتعمّق الروحيّ بعيدًا عن صخب الحياة، قبل المشاركة في القدّاس الإلهي مع الأب وجدي الطوال. ثمّ جرت ورشتان عمليّتان: الأولى بعنوان “بابار فيل” قدّمها الأمين العام غسان عصفور، عكست دور العائلة وأهميّتها وكيفيّة بناء علاقات صحيّة تساهم في تفاعل سليم داخل المجتمع. أمّا الثانية، فكانت ورشة “القنّاص” مع فراس طاشمان، مسؤول لجنة التدريب والتطوير، وركّزت على مهارات تحديد الأهداف الواضحة والسير نحوها بفاعليّة وتنظيم.
واختُتم المخيّم بجلسة “عدنا”، التي هدفت إلى إرسال المشاركين مجدّدًا إلى العالم الخارجي كجنود متماسكين، متوازنين وأقوياء على الصعيد العمليّ والعلميّ والإيمانيّ، تخلّلها توزيع الهدايا وتقديم الشكر لكلّ من ساهم في نجاح المخيّم.
تقرير: راية الحجازين
تصوير: لجنة الإعلام 2025